رياضة

محطات من الجولة الأخيرة من الدوري الكروي الممتاز … الفتوة ينهي الدوري بغصة وأهلي حلب كسب الرهان جبلة بفارق الأهداف وصيفاً والواكد هداف الدوري

| ناصر النجار

اختتم أمس الدوري الكروي الممتاز بلقاء الجيش والطليعة الذي انتهى بخسارة الجيش 2/3 وكانت نقطة العلام فيه لقب هداف الدوري الكروي الممتاز للموسم الجديد الذي حسمه محمد الواكد هداف فريق الجيش بتسجيله هدفاً بمرمى الطليعة ليتصدر بتسعة أهداف، يليه هداف جبلة عبد الرحمن بركات وهداف أهلي حلب عبد الله نجار ولكل منهما ثمانية أهداف.

النتائج الأخيرة التي حملتها المباريات شهدت سقوط الفتوة حامل اللقب أمام الوحدة، رغم أن الفتوة لعب المباراة كامل الصفوف باستثناء غريب الشكل والمضمون من اتحاد الكرة، وكانت هذه الخسارة بمنزلة الغصة التي رافقت تتويج الفتوة.

مباراة الديربي الأخيرة في اللاذقية حسمها حطين لمصلحته بهدف ورغم هذا الفوز المعنوي بقي حطين خارج مربع الكبار، والفوز لم يبعد جبلة عن وصافة الترتيب الذي استحقه بعد سلسلة من الانتصارات الأخيرة وبفارق الأهداف عن تشرين بعد أن تبادلا الفوز ذهاباً وإياباً بهدف وحيد، تشرين حافظ على مركزه الثالث بفوزه خارج ملعبه على الساحل الذي لعب بكامل صفوفه لكنه لم يقو على مواجهة البحارة فخسر بهدفين في شوط المباراة الثاني.

أهلي حلب بشبانه كسب الرهان واستطاع أن ينضم إلى مربع الكبار مؤكداً أن النهج الذي اتبعه هذا الموسم كان ناجحاً ولابد من استمراره ودعم هذه الفكرة لأنها أثبتت أنها أكثر من ناجحة.

الوحدة بفوزه على الفتوة أثبت أنه يسير في الطريق الصحيح، ونصف نهائي الكأس سيبرهن لنا حقيقة هذا الطريق، الوثبة لم يملك العزم ليكون ختامه مسكاً، فتعرض لأقسى هزيمة هذا الموسم، والطليعة ودع الدوري بأحسن ما يكون بفوزه على الجيش خارج أرضه، والمباراة رفعت أكثر من إشارة استفهام حول الأداء الذي قدمه لاعبو الجيش، والمشكلة أن المباراة كانت صورة طبق الأصل عن الكثير من المباريات هذا الموسم.

غصة البطولة

فريق الفتوة أنهى الدوري بخسارة جديدة ومستحقة وذهب إلى التتويج وهو يحمل معه غصة النتائج التي كانت لا تليق بشخصية البطل، المشكلة تكمن في طريقة التفكير والأسلوب الذي تعتمد عليه إدارة النادي في إدارة كرة القدم.

أكثر من مرة قلنا إن المال وسيلة مهمة لكل شيء في الحياة وفي الرياضة، ولكن المال وحده لا يصنع كرة قدم، والشيء المهم الذي نود التركيز عليه هو عملية الضغوط التي يمارسها النادي على اتحاد كرة القدم، وتمارسها بعض مواقع الفيس المستأجرة على كرة القدم بشكل عام وعلى منافسي الفتوة بشكل خاص.

الصورة كانت سيئة للغاية، ونلاحظ مجموعة من الغوغاء تتصدر المشهد وتسيء للرياضة ولكرة القدم، شيء جيد وجميل أن يكون الفتوة على قمة كرة القدم، لكن الشيء السيئ أن ينحدر البعض إلى مدارك الجهل والتخلف قولاً وفعلاً وكأننا أمام مجموعة من الأشخاص اعتقدت بمقولة: (بالزور وبالقوة) وهذا أمر مناهض لشعار اللعب النظيف والمنافسة العادلة.

نادي الفتوة لم يستثمر المال في صناعة كرة القدم، وعلى ما يبدو أنه لا يعرف كيف تُبنى كرة القدم، لذلك لم نجد المبررات لهدر المال وقد بات الإنفاق الشرعي وغير الشرعي يدور حول بطولة الدوري، لكن الملاحظ أن الثغرات في كرة الفتوة أكبر من أن يرممها المال لأنها تحتاج إلى فكر كروي ناضج.

مسيرة كرة الفتوة هذا الموسم ليست جيدة، ففريق الشباب فشل في تخطي الدرجة الأولى، ولو عرفنا أن من اقتلع ورقتي الترشيح إلى الممتاز وهما فريقا الجهاد والفرات لأدركنا حجم مستوى الفتوة، مع العلم أن كل أندية شباب الدرجة الأولى مجتمعة لا تملك ما يملكه الفتوة من المال والدعم والدلال.

وعلى صعيد الفريق الأولمبي ها هو الفريق ينحدر نحو المؤخرة وخسارته الثقيلة أمام الوحدة 2/4 وهو آخر الترتيب ترسم الكثير من إشارات الاستفهام؟

في أسبوع واحد خسر الفتوة أمام الوحدة بالرجال وبالأولمبي مع العلم أن هناك فارقاً كبيراً بين الناديين من ناحية الاستقرار والدعم والمال والروح المعنوية، الصورة القاتمة تشير إلى أن فريقاً مهدداً بالهبوط وقد نجا في الوقت بدل الضائع من الهبوط، هزم الفتوة بكل الفئات، فعلام هذا يشير؟

الفتوة ودع الدوري بخسارتين متتاليتين أمام جبلة والوحدة وقبلهما تعادل مع الوثبة، فلم يكن الوداع لائقاً.

لكن الملاحظ أنه في كل موسم يجب أن يخرق الفتوة القانون، ففي الموسم الماضي استحصل على إذن سماح لمدافعه حسين شعيب ليلعب المباراة الفاصلة مع تشرين، والتناقض في الأمر، أنه رغم حرصه على وجود اللاعب في هذه المباراة إلا أنه صرفه من صفوفه بعدها، فلماذا كل هذا التحدي؟

بالأمس أصر على خرق جديد باستصدار إذن سماح من اتحاد كرة القدم للاعبيه يوسف الحموي وعبد الرزاق محمد ليحضرا مباراة التتويج الأخيرة، وللأسف حضرا في خرق جديد للقانون، والنتيجة أن الفتوة كامل الصفوف وكامل الدعم خسر أمام الوحدة، لنقول: بالمال وحده لا يمكن أن تفوز بمباراة!

كل هذا الكلام له غاية واحدة، وعلى القائمين على النادي أن يغيروا من أسلوبهم في قيادة كرة القدم، لابد من فكر احترافي يوظف المال بالشكل الصحيح، ويهتم بالقواعد واللاعبين من أبناء النادي أكثر من اهتمامه بلاعب ومدرب محترف همه كتلة المال التي يقبضها وحجم الدلال الذي يناله، نؤكد أنه رغم الفوز ببطولة الدوري هذا الموسم إلا أنه كان لضعف المنافسة والمنافسين وليس لقوة الفريق، ففريق الموسم الماضي كان أفضل وبطولته نالها عن جدارة بعد منافسة مقبولة ومعقولة من فرق عدة.

رهان ناجح

أكد فريق أهلي حلب أن رهانه كان ناجحاً باعتماده على مجموعة من لاعبيه الشبان والمواهب ضمن سن الرعاية التي حددت بسن الـ23 عاماً، إضافة إلى ذلك اعتمد الفريق على أبناء النادي فقط، ويمكن القول إنه الفريق الوحيد الذي لم يتعاقد مع لاعبين من خارج الأسرة الاتحادية، لاشك أن مسألة الانسجام بين المخضرمين والشباب بحاجة إلى وقت كبير، ولاشك أن اختيار العناصر الرئيسة في كل مباراة كانت تأخذ حيزاً من التفكير لدى المدرب لوجود عدد كبير من اللاعبين المؤهلين ليكونوا ضمن التشكيلة الرئيسية الرسمية، في المحصلة العامة كسب فريق الأهلي مجموعة من اللاعبين ستخدمه إلى سنوات طويلة وهذا هو أساس صناعة كرة القدم، المهم اليوم أن يحافظ الفريق على هذه المواهب، وأن يعمل على رعايتها ودعمها الكامل وأن يحافظ على استقراره الفني بعيداً عن التجارب مع المدربين، فالنجاح الذي حققه الهواش كان ملحوظاً، وإذا أرادت إدارة النادي استبداله، فلا بأس من مدرب أجنبي متخصص، فالمدرب المحلي في هذه الظروف لن يخدم الفريق لأن وجوده قد يزعزع الثقة بالفريق وقد يكرس الانقسام فيه.

اليوم المقارنة بين أهلي حلب وغيره من الأندية مقارنة للدروس والعبر، فالأندية التي تكلفت على الاحتراف المال الكثير لم تجن ثمن هذا المال، وبالتالي بات مهدوراً لأنه لم يوظف في المكان الصحيح، وعلى سبيل المثال، فإن حطين دفع تكاليف الدوري أكثر مما دفعه أهلي حلب بأضعاف، لكنه وقع بمشاكل إدارية وفنية كثيرة ناتجة عن ضعف الخبرة الإدارية والفنية، فتراجع من موقعه المنافس على لقب الدوري إلى خارج الصندوق فاحتل خامس الترتيب، ومثله بقيت الفرق التي كانت أعلى درجة كجبلة وتشرين أو أقل درجة كالكرامة والجيش وبقية الفرق التي صرفت الكثير ولم تحصل إلا على القليل، ولعل اللوم يتجه إلى مفاصل العمل الإداري والفني أكثر ما يكون موجهاً إلى اللاعبين، وأثبت الدوري الكروي لهذا الموسم أن الكثير من التعاقدات لم يكن بمكانها الصحيح، لذلك كان السؤال الموجه إلى القائمين على الأندية: هل درستم السيرة الذاتية للمدربين واللاعبين قبل التوقيع معهم؟ وهل كان التعاقد مع اللاعبين لا يراعي حاجة مراكز الفريق، فجاء الكثير من التعاقدات عشوائياً، لكن السؤال الأهم: ما دور السماسرة في موضوع تعاقدات الأندية واختيار اللاعبين؟

والقصة المحزنة التي يمكننا الحديث عنها هي قصة الأزمة المالية والعجز والإفلاس التي تعانيه منها صناديق الأندية، ولقد تبين لنا أن هناك أمراً غامضاً لم نجد له السبب المقنع.

كيف للأندية وهي تعاني الضائقة المالية أن تبادر بإجراء عقود خارجية مع محترفين عرب وأجانب؟ بعض الأندية تعاقدت مع ثلاثة لاعبين أو لاعبين اثنين أو لاعب واحد وتعاقدت بعض الأندية مع مدربين عرب، لكن ما الفائدة التي حصلنا عليها من هذه التعاقدات؟

لم نجد أي إضافة للفرق، وأفضل المحترفين كانوا يماثلون بعض لاعبينا، ومنهم من هو أقل شأناً من لاعبينا على المستوى الفني والبدني، لذلك هذه العملية تحتاج إلى إعادة نظر مع وضع ضوابط قانونية عند التعاقد مع هؤلاء، والمؤسف أنهم كلفوا أنديتنا المال الكثير، حتى إن بعض أنديتنا غارق في التقاضي معهم وهم يطالبون أنديتنا عبر (الفيفا) بمبالغ خيالية تؤكد ضعف الخبرة الإدارية عند هذه الأندية.

تناتيش

– أبى معالج جبلة شادي إبراهيم أن يودّع الدوري دون أن يخرج خالي الوفاض فنال بطاقة حمراء.

– لاعب تشرين محمد البري عند تبديله بلقاء فريقه مع الساحل خرج غاضباً وأعلن عن ذلك بتكسيره لمقعد احتياط فريقه في تصرف أرعن لا يليق أن يصدر من لاعب بمستوى البري.

– فريق الساحل لعب مباراته الأخيرة بصفوف متكاملة على عكس ما أعلن أنه سيودع الدوري بخليط من لاعبي الشباب والأولمبي.

– باستثناء فرق تشرين وحطين والفتوة والوحدة المتأهلين إلى نصف نهائي الكأس فإن عقود المدربين تعتبر قد انتهت مع نهاية مباريات المرحلة الأخيرة من الدوري.

وكذلك الأمر ينطبق على الكثير من اللاعبين الذين وقعوا مع الأندية لموسم واحد.

– لاعب الجيش مؤيد الخولي سجل بمرمى فريقه في اللقاء وكان هذا الهدف العكسي هو السابع الذي يسجل بطريق الخطأ.

الواكد هداف الدوري

حسم محمد الواكد لقب هداف الدوري الكروي للموسم الحالي بتسجيله تسعة أهداف بفارق هدف واحد عن أقرب منافسيه، وسجل الواكد أربعة أهداف في الذهاب وخمسة في الإياب، في الذهاب سجل هدفين على الحرية وهدفاً على أهلي حلب من جزاء وهدفاً على الساحل من جزاء أيضاً، وفي الإياب سجل الواكد على الفتوة هدفاً وثلاثة على الساحل وهدفاً واحداً على الطليعة من جزاء.

في المركز الثاني مهاجم جبلة عبد الرحمن بركات ومهاجم أهلي حلب عبد الله نجار ولكل منهما ثمانية أهداف، ثالث الترتيب مهاجم الفتوة عبد الرحمن الحسين ومهاجم أهلي حلب أحمد الأحمد ولكل منهما ستة أهداف.

وسجل خمسة أهداف: وائل الرفاعي (الوثبة)، سعد أحمد وسليمان رشو (حطين) وماهر دعبول (الوحدة) والنيجري إيزوغو شادراك (أهلي حلب).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن