ثقافة وفن

السوشال ميديا لا تلعب دوراً في إنجاح العمل الدرامي أو إفشاله … النوري لـ«الوطن»: مسرور جداً بالأصداء الإيجابية لأغمض عينيك وأتمنى أن أجدد التعاون مع سيف سبيعي

| مصعب أيوب

بعد انقضاء الموسم الرمضاني وانتهاء الأعمال الدرامية بالتزامن معه لابد من الوقوف عند بعض الأعمال التي كان لها وقع قوي في الساحة الدرامية ومنها: «أغمض عينيك» الذي طغى عليه الطابع الإنساني والاجتماعي الدافئ.

وعليه فقد كان لنا وقفة مع أحد مؤلفي العمل لؤي النوري وأعدت «الوطن» لكم الحوار التالي:

• «أغمض عينيك» هو العمل الأول لك، ونرى اليوم الأصداء الإيجابية التي يحصدها… هل كنت تتوقع للعمل هذا النجاح؟

صراحةً كان لدينا مراهنة على النوع والطرح والفكرة، وكنا نتوقع وجود ردود أفعال وأصداء إيجابية ولكن ليس بهذا الحجم وبذلك الحب، ولعل ذلك جعلني سعيداً جداً ولا أستطيع أن أصف المشاعر التي تعتريني وهي ذات المشاعر التي انتابت جميع القائمين على هذا المشروع.

• ألم تشعر بالمسؤولية من التعامل مع أسماء كبيرة في تنفيذ العمل؟ حدثنا عن شعورك عندما علمت أن تلك الأسماء تبنت فكرة عملك وستشارك فيه.

مما لا شك فيه أن ذلك يحملني مسؤولية كبيرة وأيضاً بشيء من الخوف والرهبة عندما وجدت أن فكرة المشروع الذي عملت على تحضيره بالتعاون مع شريكي أحمد الملا سيتبناها أسماء كبيرة ولها وقعها في عالم الفن السوري والدراما العربية أيضاً، ولاسيما بعد أن قرأ هؤلاء الأشخاص نصنا وأبدوا إعجابهم به وأنهم جاهزون لبث الروح فيه ونقل الورق والكلمات إلى صورة حية ومشاعر ومشاهد واقعية للجمهور، فكان إحساساً كبيراً جداً بالمسؤولية وفي الوقت ذاته كان إحساساً بالفخر، وما أعظم وأجمل أن كلاً من السيدة العظيمة منى واصف والقدير فايز قزق إضافة إلى الرائعين أمل عرفة وعبد المنعم عمايري والفنانين الآخرين المتميزين، حملوا على عاتقهم مهمة تنفيذ هذا العمل والوصول به إلى بر الأمان.

• كيف استطعت ملامسة عقلية ووجدان المشاهد وتحديداً الأمهات؟

عند بناء المشاهد وتحديداً تلك التي تحتوي أحاسيس عالية جداً بين الأم والابن وجرعة وجدانية عالية كان يتم الوقوف طويلاً عندها والتفكير ملياً في كيفية تقديمها، وفي كثير من المشاهد التي كنا نسطرها ونؤسس لها كانت تسيل دموع أعيننا في كثير منها، ولعل هذا ما جعل تلك المشاهد حقيقية وتصل إلى الجمهور بهذه الوجدانية العالية، وقد وقفنا في الوصول إلى وجدان الممثلين الذين نقلوا ذلك بصدق وأمانة عالية للمشاهدين.

• أثنى كثيرون في «أغمض عينيك» على أداء الممثلين الشباب وتحديداً ورد عجيب… ما رأيك أنت في مشاركته وهل رأيته أوصل رسالة العمل وفكرته؟

ورد من الشباب الموهوبين فعلاً وأثبت جدارة أنه يستحق هذه الفرصة، وقد كان هناك رهان حقيقي عليه، ولا بد من أن نشير إلى التعب والمجهود الكبير الذي بذل من فريق العمل ككل وتحديداً المدرب يزن الداهوك الذي عمل على تدقيق الأداء والمواظبة مع ورد في كل الخطوات.

• ظهرت بشخصية يحيى في مال القبان كشاب يعيش صراعاً داخلياً بين شكه ويقينه باحثاً عن الشخص الذي وشى به وبزملائه وزج بهم في السجن، كيف قمت بالتحضير لهذا الدور وهل واجهت أي صعوبات مع فريق العمل وخلال التصوير؟

يحيى موجود بيننا في أماكن كثيرة من واقعنا ولسنا بحاجة للبحث طويلاً لنجد أشباهه، يكفي أن نفتش بمحيطنا لنجد أقرانه في عائلتنا في حينا في مكان عملنا وربما في ذواتنا، وأنا لم أجد صعوبة في التحضير للشخصية، إنما كانت الصعوبة في البحث عن خفايا الشخصية وعوالمها الداخلية ونفسيتها وسلوكياتها ودوافعها ومنطقها، وبالتأكيد كان هناك تعاون كبير بيني وبين القائمين إلى أن وصلنا إلى هذه الشخصية بالشكل الذي رأيناه على الشاشة، وقد جلست مع أحد كتّاب العمل علي وجيه من أجل أن أفهم كل ما يخص هذه الشخصية ولكي استنير أكثر عنها.

• وماذا عن التعاون مع سيف سبيعي، صف لنا هذه التجربة؟

العمل مع الأستاذ سيف سبيعي أعده من أجمل ما حصل في حياتي حتى هذه اللحظة، لأنني تعاونت في هذا العمل مع مخرج ذائع الصيط وله باع طويل بأعمال درامية ضخمة ومهمة، وأنا في وقت سابق حضرت الكثير من الأعمال على الشاشة الصغيرة وبهرت بجل ما قدمه وبكل أعماله، فهو رجل مخضرم ومتمكن من صنعة الإخراج، وأن أكون واحداً ممن يقف أمام كاميرته فذلك يعد وساماً مهماً بالنسبة لي وتجربة ممتعة لم أشأ لها أن تنتهي، وإنه لمن دواعي سروري أن تعاد هذه التجربة ويستمر التعاون بيننا.

• لاحظنا في أعمال درامية أخرى التي يشارك فيها كاتبها بالتمثيل أيضاً، أن الكاتب يحجز لنفسه دوراً متميزاً في العمل، ما رأيك بمن يفرد مساحة كبيرة لنفسه في بطولة العمل لأنه هو من ألف النص؟

أنا لا أعتبر ذلك خطأً، ولاسيما أن الكاتب والمؤلف أعلم وأدرى بالشخصيات وبخلفياتها وتاريخها ومنشأها، وكان الكاتب قد درس أكاديمياً فن التمثيل كما هو الحال بالنسبة للفنان يامن الحجلي الذي أحبه كثيراً، أو كما هو الحال بالنسبة لي، فأنا مخرج في قسم التمثيل وحصلت على شهادة في فنون الأداء ولعل ذلك يجعلني أكثر دراية وخبرة بهذه الشخصية وتلك، وفي كلتا الحالتين أنا أجد أنها حالة فنية جيدة ولا ضير فيها وبالطبع بالتشاور مع المخرج صاحب الرؤية الأوسع والأفضل في المشروع.

• الدوران في «أغمض عينيك» و«مال القبان» كانا مستفزين إلى حد ما… هل أنت اخترت هاتين الشخصيتين أم فريق العمل اختارك لذلك؟ ولاسيما أنك أنت أحد كتاب هذين العملين.

في كلا العملين خضعت لاختبار أداء من أجل تنفيذ هاتين الشخصيتين أمام المخرجين والقائمين على العمل، وبعد عدة أيام تمت الموافقة ولم يكن الأمر بتلك السهولة أو أنه بمجرد أن تؤلف العمل أو تشارك في تأليفه فإنك ستحجز لنفسك مكاناً فيه.

• السوشل ميديا اليوم تلعب دوراً كبيراً في التسويق للأعمال… برأيك كيف سيكون حال عملك لولا التواصل الاجتماعي؟

مما لا شك فيه أن السوشل ميديا تؤدي دوراً مهماً في ذلك ولكن لا يمكننا أن نعتبرها هي من أنجحت العمل وإنما أسهمت في انتشاره، على حين أن الكثير من الأعمال التي لا تحمل رسالة أو مضموناً مهماً انتشرت بشكل فظيع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن